بعد حرب استمرت 470 يوما، تتوقف الحرب في قطاع غزة مع الاتفاق على صفقة تبادل رهائن وسجناء بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو أمر معتاد منذ عام 1948 في ظل إتمام قرابة 40 عملية تبادل عربية وفلسطينية مع الإسرائيليين.
* ماذا نعرف عن صفقة التبادل المقبلة؟
يتوقع البيت الأبيض إطلاق سراح ثلاث من الرهائن الإناث وإرسالهن إلى إسرائيل بعد ظهر الأحد بمساعدة الصليب الأحمر.
ومن المقرر في المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 رهينة.
وأوضح كبير المفاوضين الأمريكيين بريت مكجورك أنه بعد إطلاق سراح الرهائن الأحد، ينص الاتفاق على إطلاق سراح أربع رهائن أخريات بعد سبعة أيام، ثم إطلاق سراح ثلاث رهائن كل سبعة أيام بعد ذلك.
* السجناء الفلسطينيون
لا يبدو أن عدد الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل واضح بدقة.
افترض الناطق الإعلامي لهيئة "شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية ثائر شريتح في حديث مع بي بي سي، الإفراج عن قرابة 1750 معتقل فلسطيني، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت مصر التي كانت وسيطة في المفاوضات، إسرائيل ستفرج عن أكثر من 1890 فلسطينياً، وتحدثت وكالة رويترز عن الإفراج عن قرابة ألفي فلسطيني.
وكشفت إسرائيل، فجر السبت، عن هويات 735 سجيناً فلسطينياً من المقرر إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، خلال المرحلة الأولى.
وقالت وزارة العدل الإسرائيلية التي نشرت الأسماء في موقعها الإلكتروني، إن "الإفراج عن السجناء وفقا للمرحلة الأولى لن يحدث قبل يوم الأحد الساعة 16:00".
وأوضح شريتح أن المرحلة الأولى ستشهد الإفراج عن 296 سجيناً صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد.
وتضمنت القائمة المنشورة فجر السبت، أسماء 284 محكوماً بالسجن المؤبد، وتحدث عن انتظار الجانب الفلسطيني إفصاح الحكومة الإسرائيلية عن هوية 12 محكوماً بالسجن المؤبد.
وبشأن الإفراج عن أسماء تعد في الوسط الفلسطيني من رموزا، مثل مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وعبد الله البرغوثي، أوضح شريتح أنهم غير مشمولين بالسجناء المفترض المفرج عنهم في المرحلة الأولى.
وتحدث عن البحث في موضوعهم في وقت لاحق من المرحلة الأولى.
ويُتوقع استكمال التبادل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، اعتماداً على نتائج المفاوضات، التي ستبدأ بعد 16 يوماً من بدء وقف إطلاق النار.
* المبعدون
سيخضع 238 من المفرج عنهم إلى الإبعاد عن مناطق إقامتهم، من بينهم 219 من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، و19 من ذوي الأحكام العالية، وفق شريتح.
وسيبعد هؤلاء المفرج عنهم بشكل مبدئي إلى مصر وقطر وتركيا، بحسب شريتح.
وبشأن إمكانية إبعاد مفرج عنهم ممن يسكنون الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة إلى قطاع غزة، أشار إلى أن الأمر غير واضح، لكن الهيئة أوصت بعدم وجود إبعاد للقطاع.
ويتراوح عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بين 14 ألف و15 ألف، حالياً، بحسب تصريحات شريتح.
أبرز عمليات التبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين
في 1968، جرت أول عملية تبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، بعد تمكن مقاتلين فلسطينيين من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" من اختطاف طائرة إسرائيلية كانت متجهة من روما إلى تل أبيب وأجبرت على التوجه إلى الجزائر وبداخلها أكثر من مئة راكب.
وأُبرمت الصفقة مع الحكومة الإسرائيلية من خلال الصليب الأحمر، وأُفرج عن الركاب مقابل 37 فلسطينياً، من ذوي الأحكام العالية من ضمنهم فلسطينيون سُجنوا قبل 1967.
في 1969، خطفت مجموعة من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، طائرة إسرائيلية، اعتُقلت خلالها المقاتلة الشهيرة ليلى خالد، وبعدها اختُطفت طائرة بريطانية وأجريت عملية تبادل أطلق بموجبها سراح ليلى خالد.
في 1971، جرت عملية تبادل شخص مقابل شخص بين الحكومة الإسرائيلية وحركة فتح، وأطلق بموجبها سراح محمود حجازي مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شموئيل فايز الذي اختطفته حركة فتح في 1969.
في 1974، جرت مبادلة 65 فلسطينياً ومصرياً بإسرائيليين كانا معتقلين في مصر بتهمة التجسس.
في 1979، أفرجت إسرائيل عن 76 مقاتلاً فلسطينياً مقابل عسكري إسرائيلي أُسر في لبنان في 1978.
في 1980، أطلقت إسرائيل سراح فلسطينيين اثنين مقابل إطلاق سراح أردنية متهمة بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، وكانت محتجزة لدى حركة فتح.
في 1983، أفرجت إسرائيل عن 4700 فلسطيني ولبناني على الأقل واستعادت ستة جنود احتجزوا قبل سنة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان.
في 1985، أفرجت إسرائيل عن 1155 محتجزاً مقابل ثلاثة جنود إسرائيليين احتجزتهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة عام 1982.
في 1991، استلمت إسرائيل جثة جندي إسرائيلي كانت تحتجزها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، منذ 1983، مقابل سماح إسرائيل بعودة أحد مبعدي الجبهة من الضفة الغربية منذ 1986.
في 1997، أفرجت إسرائيل عن مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين الذي كان معتقلاً منذ أكثر من ثماني سنوات وكذلك عن عشرات السياسيين الفلسطينيين والأردنيين مقابل عميلي استخبارات اعتُقلا في عمّان إثر محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.
في 2004، أفرجت إسرائيل عن 431 معتقلاً بينهم 400 فلسطيني و23 لبنانياً خلال صفقة تبادل مع حزب الله اللبناني الذي أعاد جثامين ثلاثة جنود إسرائيليين وأفرج عن الحنان تننباوم رجل الأعمال والكولونيل الاحتياطي الذي كان يحتجزه منذ سنة 2000.
في 2004، أفرجت الحكومة المصرية عن الإسرائيلي عزام عزام المتهم بالتجسس، مقابل إفراج الحكومة الإسرائيلية عن ستة طلاب مصريين كانوا معتقلين لديها.
ووفقاً لهذا التفاهم، أطلقت إسرائيل سراح 165 معتقلاً فلسطينياً.
في 2008، عُقدت صفقة تبادل جديدة بين إسرائيل وحزب الله، أُطلق من ضمنها سراح خمسة أطفال فلسطينيين كانوا معتقلين لديها.
في 2009، أطلقت إسرائيل سراح 20 فلسطينية مقابل شريط فيديو سجل حديثاً للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي احتجزته حركة حماس في 2006 قرب قطاع غزة.
في 2011، أفرجت حركة حماس عن شاليط مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1027 فلسطينياً.
في 2023، أفرجت حركة حماس عن 105 رهينة احتجزتهم في هجمات أكتوبر، مقابل إفراج إسرائيل عن 240 فلسطينياً