في ظل ما نعيشه تحت ظلال عصر رقمي متسارع، برزت ظاهرتان صحيتان تستهدفان جيل الألفية الجديدة، أو ما يُعرف بـ"جيل زد" (Gen Z)، هما "التعفن في السرير" و"تعفن الدماغ"، إذ تعكس هاتان الظاهرتان تأثيرات التكنولوجيا الحديثة وأنماط الحياة المرتبطة بها على الصحة النفسية والعقلية للشباب.
* التعفن في السرير.. راحة أم هروب؟
"التعفن في السرير" أو ما تعرف ب (Bed Rotting)، هو مصطلح شاع بين أفراد جيل زد، خاصة على منصة "تيك توك"، ويشير إلى قضاء فترات طويلة في السرير دون القيام بأي نشاط محدد، مثل الاستلقاء تحت الأغطية مع استخدام الهاتف الذكي أو مشاهدة التلفاز، يعتبر البعض هذا السلوك شكلاً من أشكال الرعاية الذاتية والتخلص من ضغوط الحياة اليومية.
فيما يحذر الخبراء من أن الإفراط في هذا السلوك قد يكون مؤشراً على مشكلات نفسية أعمق، مثل الاكتئاب أو القلق، وفقاً للدكتورة جيسيكا غولد، أستاذة الطب النفسي في جامعة واشنطن، فإن الرغبة المستمرة في البقاء في السرير قد تعكس محاولة لتجنب مشاعر أو ضغوط معينة، مما يستدعي الانتباه والتقييم.
* تعفن الدماغ.. تأثير المحتوى الرقمي التافه
اختارت جامعة أكسفورد مصطلح "تعفن الدماغ" (Brain Rot) ككلمة العام 2024، بعد زيادة استخدامه بنسبة 230% على مواقع التواصل الاجتماعي بين عامي 2023 و2024، فيما يشير هذا المصطلح إلى التدهور العقلي والفكري الناتج عن الاستهلاك المفرط للمحتوى الرقمي التافه أو غير المفيد، هذا النمط من الاستهلاك قد يؤدي إلى ضعف التركيز، انخفاض الإنتاجية، والشعور بعدم الرضا أو الذنب بشأن الوقت المهدور، كما أن الانغماس المستمر في المحتوى السطحي يمكن أن يعيق التفكير النقدي ويؤثر سلباً على الصحة النفسية.
* أضرار وسائل التواصل الاجتماعي
ووفقًا للدراسة التي أجريت في جامعة واشنطن، فالإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتصفح المحتوى غير الهادف مرتبط بزيادة مستويات القلق والاكتئاب بين الشباب، كما أن قضاء وقت طويل في السرير دون نشاط قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، مما يزيد من تفاقم المشكلات النفسية.
فيما تشير الدكتورة كيلي غلازر بارون، الأستاذة المساعدة في طب الأسرة والطب الوقائي بجامعة يوتا، إلى أن "تعفن الفراش هو بالضبط عكس ما نريد أن يفعله الناس"، مؤكدة أن السرير يجب أن يُستخدم للنوم والراحة فقط، وليس لممارسة أنشطة أخرى مثل مشاهدة التلفاز أو تناول الطعام.
* نصائح للوقاية من عفن السرير وتآكل الدماغ
فيما نوهت كلا الدراستين إلى اتباع عدة خطوات، ينصح باتباعها للحد من تأثير هاتين الظاهرتين، وهما كالتالي:
1. تحديد وقت محدد لاستخدام الأجهزة الرقمية
إذ يجب وضع حدود زمنية لاستخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتجنب الاستهلاك المفرط للمحتوى غير المفيد.
2. ممارسة أنشطة تحفيزية للعقل
فيما نوهت كلا الدراستين إلى اتباع عدة خطوات، ينصح باتباعها للحد من تأثير هاتين الظاهرتين، وهما كالتالي:
1. تحديد وقت محدد لاستخدام الأجهزة الرقمية
إذ يجب وضع حدود زمنية لاستخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتجنب الاستهلاك المفرط للمحتوى غير المفيد.
2. ممارسة أنشطة تحفيزية للعقل
يجب ممارسة أنشطة تحفيزية للعقل كقراءة الكتب، وحل الألغاز، أو تعلم مهارات جديدة لتعزيز التفكير النقدي والحد من تأثير المحتوى التافه.
3. الانخراط في النشاطات البدنية
ممارسة الرياضة أو المشي في الهواء الطلق لتحسين الصحة النفسية والجسدية.
4. التواصل الاجتماعي الواقعي
التفاعل مع الأصدقاء والعائلة وجهاً لوجه يعزز الروابط الاجتماعية والحد من العزلة.
5. استشارة مختصين في الصحة النفسية
في حال الشعور بأعراض الاكتئاب أو القلق المستمر، يُفضل التوجه إلى مختصين في الصحة النفسية للحصول على الدعم المناسب.
