كل يوم يمر يتأكد لنا أننا نعيش اللادولة، وأن كل صاحب منصب يعتبر منصبه ملكية خاصة له، ففي الآونة الأخير بدأ التسابق على إظهار كرم المسؤولين فمحافظ شبوة كان قد أعلن عن زيادة شهرية لأساتذة الجامعة بما يعادل 80 ألف لكل أستاذ، ثم تلاه محافظ عدن الذي أعلن عن 30 ألف لكل معلم في عدن، واليوم نسمع عن كرم حاتمي من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي يفترض أنه مسؤول عن كل من هو في هذا الوطن التعيس، ولكنه فضَّل محافظته على بقية المحافظات وأعلن عن زيادة شهرية لكل معلم في محافظة مأرب بما يعادل 70 ألف، فمن أين لكم هذه الأموال أيها السادة؟
ألسنا وطنًا واحدًا لننعم بخيراته بالتساوي أم أن كل محافظة لها خيراتها، ولها الحق أن تتمتع بهذه الخيرات؟ هل أصبحنا كنتونات ودول داخل هذه الدولة الكبيرة؟
مساكين نحن في بقية المحافظات كل ما يأتي من إيراد من محافظاتنا يورد إلى البنك المركزي لينعم به الجميع، وما زاد أكله كبار المسؤولين، وهذا المواطن فاغر فاه ينتظر الإنصاف من دولته الغائبه.
عجيب ما يحصل في هذا الوطن فكل مسؤول لا يهتم إلا ببني قومه، أليس المعاناة واحدة؟ أليس الوطن للجميع؟ من يوصل رسالتي للعليمي ويقول له: اتق الله في رعيتك، فقد استفرد العرادة بخيرات مأرب، وكل قوي استفرد بخيرات محافظته، وعاش أبناء المحافظات الذين لا قوي لهم من البشر يرزحون تحت سنابك الفقر.
يا رئيس البلد اعدلوا بين أفراد هذا الشعب، واسألوا العرادة ومن سار على نهجه من أين لكم تلك الأموال؟ أليس الأجدر بكم أن توردوها إلى خزينة الدولة ليستفيد منها الجميع؟
ركزت في مقالي هذا على سلطان العرادة باعتباره نائبًا لهذا الشعب، وليس بصفته محافظًا لمأرب.