تحل علينا غداً الخميس، الموافق 9 يناير 2025، الذكرى الثالثة لاستشهاد أخي وابن عمي الشهيد البطل طه حيدرة. هذه الذكرى لا تمثل مجرد مرور الوقت، بل هي لحظة نتذكرها كل يوم، تجسد فيها قصة الأبطال وملامح الفداء والتضحية والشجاعة التي لا نظير لها. ثلاث سنوات مرت على استشهاده في هذه المعركة المقدسة ضد مليشيات الحوثي الإيرانية، حيث سطر أخي الشهيد البطل مع رفاقه من عمالقة الجنوب أروع الملاحم البطولية التي تخلدت في صفحات التاريخ.
كان أخي الشهيد طه حيدرة أحد الأبطال الشجعان الذين شاركوا في عملية "إعصار الجنوب" لتحرير مديريتي بيحان وعسيلان بمحافظة شبوة، حيث أظهر براعته وعزيمته وتقدمه بلا خوف، وعقيدة صادقة في مواجهة الشرذمة الرافضة التي حاولت استمرار عبثها واحتلالها والتمدد إلى باقي المحافظة والنيل من عزيمة شعبنا وأرضنا الجنوبية الطاهرة. لم يكن استشهاد طه وكل الأبطال الذين فقدناهم حدثاً عابراً، بل كان نقطة تحول في معركة الكرامة والشرف وتحقيق النصر المؤزر، وتمكين ودحر تلك المليشيات. مؤكداً لنا جميعاً أن الطريق نحو الحرية لا يتحقق إلا عبر الدماء الطاهرة والتضحيات الكبيرة، وأن الدفاع عن الدين والوطن والأرض والشهادة هو أعظم ما قد يناله العبد.
وإن كان الألم يعتصر قلبنا على فقدانك يا طه، فإننا نعلم أن فخرك في قلب كل واحد منا. فبفضل الله ثم بفضل تضحياتكم، نعلم أن هناك من ضحى بكل ما يملك من أجل الوطن والدين والدفاع عن الأرض والحق الذي لا يقدر بثمن. ولقد سكنت أنت وكل الشهداء في مكانٍ لا ينافسه أحد، مكان الشهداء الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى لهذه المنزلة، ليبقوا في ذاكرة الأجيال.
ستظل ذكراك العطرة محفورة في قلوبنا، تذكرنا دوماً بك وبتضحياتك وصمودك في وجه الاحتلال الحوثي. وستظل صورك المشرفة من رفاقك بعد استشهادك وأنت تقاتل معهم بشجاعة في معركة الشرف، تزيدنا فخراً فيك، ونلت الشهادة، والسير نحو أهدافنا السامية، لتطهير أرضنا وتحرير كل شبر من وطننا الحبيب.
إن عهدنا لك يا طه، وهي شهادة لكل من ضحى في سبيل الله والوطن، أن نكون ونستمر على دربك ودرب الشهداء الأبرار. وأننا على موعد مع النصر، مهما طال الزمن. فلا بد أن يأتي النور والفجر وينتصر الحق على الباطل والظلام. وسنظل نقاتل، نفرح بكل انتصار، ونكمل مشواركم، ولن ننسى أبطالنا الذين قدموا حياتهم رخيصة من أجلنا والدفاع عن أرضنا بالدم.
فنم قرير العين ولروحك سلاما منا. رحمة الله عليك أخي الشهيد طه، وكل شهداء الجنوب الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة من أجل تحرير ودفاع عن أرضنا من الغزاة المعتدين. ونحن على العهد وطريقكم هذا، حتى تطهير كامل وطننا من دنس مليشيا الحوثي الإرهابية.