يقف العالم على أطراف أصابعه مع تصاعد المخاوف حول احتمالية انفجار بركان يلوستون في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يُعتبر أحد أخطر البراكين النشطة على كوكب الأرض، إذ يمتد البركان تحت متنزه يلوستون الوطني في ولاية وايومنغ، ويشكل خزانًا ضخمًا من المواد المنصهرة التي تكفي لتغيير معالم الكرة الأرضية.
وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا حرائق هائلة في ولاية كاليفورنيا، أتت على مساحات شاسعة من المباني والغابات، وسط حالة من التسابق لإطفائها، وبمجرد أن تراجعت الحرائق، ضربت 4 زلازل الولاية نفسها خلال 24 ساعة، مما أدى إلى حالة ذعر شديد بين الأمريكيين، وتصاعدت المخاوف من احتمالية ثوران بركان يلوستون الذي يعتبر “خزّانا طبيعيا من المتفجرات هائلة التأثير” بعد رصد مؤشرات قوية لنشاطه.
بركان يلوستون
لا يعد بركان يلوستون أحد البراكين العادية، إذ أنه عبارة عن فوهة بركانية، تمتد على مساحة نحو 70 كيلومترًا، فيما تعرّض البركان لانفجارات هائلة ثلاث مرات خلال المليوني سنة الماضية، كان أعنفها قبل حوالي 640,000 سنة، عندما أطلق كميات هائلة من الرماد والصخور إلى الغلاف الجوي، حسبما نشر الموقع العالمي المختص بالجيولوجيا الأرض والبيئة Science for a changing world usgs.
فيما رصد العلماء مؤخرًا ارتفاعًا غير معتاد في النشاط الزلزالي بمنطقة يلوستون، إلى جانب تشوهات ملحوظة في سطح الأرض، مما يشير إلى حركة “الصهارة البركانية”، ورغم أن الانفجار ليس وشيكًا، ولا تظهر علامات محددة على حدوثه بالقريب، إلا أن الدراسات تؤكد أن تأثيره قد يكون مدمرًا بشكل غير مسبوق.
ماذا لو انفجر بركان يلوستون؟
ازدات مخاوف الكثير من الناس حول افتراض انفجار البركان، فماذا سيحدث إذا ما انفجر البركان فعليًا؟
حسبما أشار الموقع العالمي المعني بالكوارث البيئية وجيولوجيا الأرض، فإن هناك عدة سيناريوهات من المتوقع حدوثها حال انفجار البركان وتتمثل في:
1. دمار شامل في الولايات المتحدة
في حال انفجار بركان يلوستون، ستكون المناطق المحيطة بالمركز البركاني أولى الضحايا، ومركز بداية التدمير، إذ أن قوة الانفجار ستدمر كل شيء في دائرة قطرها 100 كيلومتر، وستسبب موجات من الزلازل والانهيارات الأرضية، والرماد البركاني، وهو الأخطر، سينتشر لمسافات شاسعة ليغطي نحو نصف الولايات المتحدة، متسببًا في شلل كامل للحياة.
2. التأثير على المناخ العالمي
أما عن انفجار البركان، فسيطلق كميات هائلة من الغازات البركانية، خاصة ثاني أكسيد الكبريت، إلى الغلاف الجوي، مما سيساهم في تشكيل طبقة كثيفة من الرماد والغازات تحجب أشعة الشمس، ما يؤدي إلى شتاء بركاني قد يستمر لسنوات، بينما ستنخفض درجات الحرارة العالمية بشكل حاد، ما يهدد المحاصيل الزراعية بالإبادة، ويؤدي إلى مجاعات واسعة النطاق.
3. الاقتصاد العالمي في مهب الريح
أما عن الولايات المتحدة، فستكون القوة الاقتصادية الكبرى، في حالة شلل تام، مما سيؤثر على سلاسل التوريد العالمية، فيما ستنهار البورصات والأسواق، وستتصاعد أسعار السلع الأساسية.
4. أزمة بيئية كبرى
الأمطار الحمضية الناتجة عن الغازات البركانية ستتسبب في تلوث المياه والتربة، مدمرةً النظم البيئية، بينما ستعاني الحيوانات والنباتات من اختلالات ضخمة في مواطنها الطبيعية.