قبل يوم واحد من دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، سمع دوي انفجارات في سماء القدس وانطلقت صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض آلياته الدفاعية لصاروخ أطلق من اليمن.
وجاء هذا الهجوم الصاروخي، صباح السبت 18 كانون الثاني/يناير 2025، بعد إعلان قطرالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، سيدخل حيز التنفيذ الأحد صباحا.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه تمكن من اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن باتجاه وسط إسرائيل، ولم يذكر البيان عن حدوث أضرار أو سقوط ضحايا.
وأطلقت "حركة أنصار الله" عشرات الصواريخ والمسيرات في اتجاه إسرائيل، واستهدفت سفنا قالت إنها مرتبطة بالدولة العبرية أو متجهة إلى موانئها في البحر الأحمر، لدعم و"نصرة غزة"، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ورغم الضربات الإسرائيلية المدمرة التي أضعفت حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني، أصبح الحوثيون في اليمن آخر ركائز "محور المقاومة" المدعوم من إيران، وتعهد زعيمهم عبد الملك الحوثي، الخميس 16 كانون الثاني/ يناير 2025، بأن الهجمات على إسرائيل ستتواصل إذا لم تلتزم الدولة العبرية باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال في خطاب طويل بثته قناة "المسيرة" التلفزيونية التابعة له، "سنبقى في مواكبة لمراحل تنفيذ الاتفاق، وأي تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار سنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني".
ويقول توماس جونو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوتاوا الكندية، المتخصص في الشؤون اليمنية إن الحوثيين "أصبحوا أقوى وأصبحوا الآن عضوا لا غنى عنه في محور المقاومة"، بعد أن ضعفت قدرات حزب الله وحركة حماس بعد أكثر من سنة على حرب دامية مع إسرائيل في لبنان وفي قطاع غزة.
ويعتقد جونو أن هجمات الحوثيين قد تتوقف على المدى القريب، لكنه يشك في أن يصبح ذلك "دائما"، وأضاف "نظرا لأهدافهم الإقليمية وأيديولوجيتهم، من المرجح أنهم في المستقبل سوف يستخدمون مرة أخرى التهديد بشن هجمات في البحر الأحمر للضغط على إسرائيل"، أو حتى الولايات المتحدة أو السعودية.