مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، يعاني الكثير من الأشخاص من زيادة آلام الأعصاب والعضلات المتكرر، هذه الظاهرة التي تبدو شائعة ليست محض مصادفة، بل هي نتيجة تفاعلات معقدة بين الجسم والعوامل البيئية.
* التأثير البيولوجي للبرودة على العضلات والأعصاب
تشير الدراسة العلمية التي نشرت في Journal of Pain Research عام 2019، إلى أن انخفاض درجات الحرارة يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى العضلات والأعصاب.
هذا النقص في التروية الدموية يقلل من إمدادات الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة، مما يؤدي إلى تصلب العضلات وزيادة الشعور بالألم، ووفقًا للدراسة فقد أظهرت البرودة تأثيرًا مباشرًا في زيادة نشاط المستقبلات العصبية المرتبطة بالألم، مما يجعل الأعصاب أكثر حساسية.
* زيادة التوتر العضلي
البرودة تحفز استجابات الجسم الفطرية مثل الانقباض العضلي للحفاظ على الحرارة، ومع تكرار هذه الانقباضات، تزداد احتمالية التشنجات العضلية.
ففي الدراسة التي نشرت في Muscle & Nerve، أشارت إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الاعتلال العصبي السكري يشعرون بزيادة الألم خلال الشتاء بسبب التفاعل بين البرودة والأعراض الأساسية لهذه الأمراض.
* أعراض آلام الأعصاب والعضلات في الشتاء
تتفاوت الأعراض من شخص لآخر، لكنها غالبًا ما تشمل:
-تصلب وتيبس العضلات، خاصة في الصباح.
-شعور بالخدر أو الوخز في الأطراف، خاصة اليدين والقدمين.
-آلام حادة في المفاصل، قد تتفاقم عند الحركة أو البقاء في وضعية ثابتة لفترة طويلة.
-الإرهاق العضلي السريع بسبب الجهد البسيط.
* كيف يمكن التعامل مع هذه الآلام؟
تنصح الدراسة بارتداء ملابس دافئة للحفاظ على حرارة الجسم، وممارسة التمارين الخفيفة لتحفيز تدفق الدم إلى العضلات، كما يُفضل تدليك المناطق المتأثرة بزيوت دافئة واستخدام الكمادات الساخنة لتخفيف التوتر.
بالإضافة إلى ذلك، فتشير بعض الأبحاث إلى أن تناول مكملات فيتامين "د"، الذي ينخفض مستواه في الشتاء بسبب قلة التعرض للشمس، قد يقلل من الأعراض