تشير الأبحاث الحديثة إلى أن طبيعة العمل الذي يقوم به الفرد يمكن أن تكون له تأثيرات عميقة على صحته النفسية، إذ أنه من الصعب إنكار أن البيئة المهنية تلعب دورًا كبيرًا في مستويات التوتر والرفاهية النفسية، مما يجعل العلاقة بين العمل والصحة النفسية موضوعًا ذا أهمية متزايدة.
* أهمية البيئة المهنية
أظهرت دراسات متعددة أن الوظائف التي تتطلب ضغطًا نفسيًا كبيرًا، مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والأمن، ترتبط بمعدلات أعلى من القلق والاكتئاب.
فوفقًا لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 264 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الاكتئاب، وهو ما يشير إلى وجود علاقة وثيقة بين طبيعة العمل والصحة النفسية.
* التوازن بين العمل والحياة
تعتبر مسألة التوازن بين العمل والحياة الشخصية عاملا حاسمًا في الحفاظ على الصحة النفسية، فقد أظهرت الأبحاث أن الموظفين الذين يعملون لساعات طويلة دون فترات كافية للراحة أو الترفيه يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بمشاكل نفسية مثل الإرهاق، بحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "Occupational Health Psychology"، والتي أظهرت أن الموظفين الذين يفتقرون إلى التوازن بين العمل والحياة الشخصية أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب.
* أثر الضغوط النفسية في بيئات العمل
علاوة على ذلك فيمكن أن تؤدي بيئات العمل السامة، التي تتميز بالتنافس الشديد، أو ثقافة الانتقادات، أو عدم الدعم من الزملاء، إلى تفاقم مشاعر القلق والاكتئاب.
فبحسب دراسة أجرتها جامعة هارفارد أكدت أن ثقافة العمل الإيجابية والداعمة تؤدي إلى تحسين الصحة النفسية وزيادة الإنتاجية.
* الأداء الوظيفي
تقول دراسات أخرى إن الأداء الوظيفي نفسه يمكن أن يكون مؤشرًا على الصحة النفسية، فعلى سبيل المثال، الموظفون الذين يعانون من مشاكل نفسية قد يظهرون انخفاضًا في مستوى الأداء، مما يؤدي إلى زيادة الغيابات وقلة التركيز، وبالتالي يمكن أن يكون انخفاض الأداء علامة على وجود مشاكل نفسية تحتاج إلى معالجة.