في حال نجح تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل بمراحله الثلاث، هل يمكن القول إن أزمة الملاحة في البحر الأحمر ستنتهي، وسيعود الوضع هناك لسابق عهده؟ وقبل ذلك، هل سيتم الإفراج عن طاقم سفينة «جلاكسي ليدر» المحتجز في اليمن لدى جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023؟
نسأل السؤالين السابقين مع صدور بيان للجماعة تحدث عن رفع جزئي للحظر في البحر الأحمر، واقتصاره على السفن المملوكة كليًا لإسرائيل، والتي ترفع العلم الإسرائيلي، بالتزامن مع تصريحات لعضو المكتب السياسي للجماعة، محمد البخيتي، لوح فيها باقتراب الإفراج عن طاقم سفينة «جلاكسي ليدر»، من خلال مفاوضين فلسطينيين، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل.
* الملاحة في البحر الأحمر
على صعيد أزمة الملاحة في البحر الأحمر فإن حل الأزمة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بعاملين: الأول، نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل بمراحله الثلاث. العامل الثاني، ما ستكون عليه سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعاطي مع جماعة الحوثيين.
أي أن الوضع الملاحي هناك قد لا يعود إلى سابق عهده قريبًا حتى لو مرت مراحل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بسلام، بينما استؤنفت الهجمات الأمريكية والبريطانية على مواقع للحوثيين في اليمن، فبيان الحوثيين كان واضحًا في تأكيده أن عودة العدوان على الجمهورية اليمنية من أمريكا أو بريطانيا أو إسرائيل سيترتب عليه عودة «العقوبات».
كما أنه من الصعب التكهن بعودة سريعة لحركة الملاحة في حال استقر الوضع في غزة ولم تستأنف واشنطن ولندن ضرباتهما الصاروخية وغاراتهما الجوية على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، إذ تبقى لشركات الشحن مخاوفها وحساباتها التي تتطلب وقتًا للعودة الطبيعية، مع ترجيح عودة تدريجية من ناحية مع توقف الهجمات في اليمن وقطاع غزة، ومعاودة الأزمة مع استئناف التصعيد من ناحية أخرى، في حال فشِل الاتفاق في غزة، وذهبت سياسة الرئيس الأمريكي ترامب في معالجة الأزمة إلى استئناف الهجمات على مواقع للحوثيين في اليمن، أو انتهاج سياسة أكثر تطرفًا في التعاطي مع الأزمة في البحر الأحمر؛ إذ من شأن ذلك أن يُضاعف من التهديدات على الحركة الملاحية.
إلى ذلك، يذهب تقرير إلى أنه لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على عودة شركات النقل البحري بأعداد كبيرة إلى البحر الأحمر. «ولكن بمجرد انتهاء الأزمة، فإنها ستواجه سوقًا غارقة في الطاقة الاستيعابية وأسعار الشحن التي ستنخفض إلى ما دون مستويات التعادل».
* سفينة غلاكسي ليدر
واحتجزت جماعة «أنصار الله» سفينة «جلاكسي ليدر» لعلاقتها باسرائيل، وذلك مع طاقمها المكون من 25 شخصًا، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، فهل بات الإفراج عن الطاقم قريبًا بعد أكثر من 429 يومًا من الاحتجاز؟
وكان احتجاز السفينة في مستهل حملة الجماعة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وذلك «تضامنًا مع غزة» التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ أكثر من 14 شهرًا. موقع بريطاني متخصص في أخبار الملاحة البحرية، قال إن تعليقات عضو المكتب السياسي للجماعة، محمد البخيتي، للقناة التلفزيونية اليابانية «أول نيبون نيوز» أثارت الأمل في إطلاق سراح البحارة الخمسة والعشرين أخيرًا.
ويملك سفينة غلاكسي ليدر المتخصصة بنقل السيارات، والتي ترفع علم الباهاما، شركة راي كار كارز، وتديرها شركة إن واي كيه.
في المقابلة التلفزيونية، التي نشر أهم ما ورد فيها بشأن البحارة موقع «لويدز ليست» البريطاني، قال القيادي الحوثي، محمد البخيتي، إن السفينة وطاقمها سيتم إطلاق سراحهم قريبًا من خلال مفاوضين فلسطينيين. كما نقل الموقع عن بيان صادر عن مالكي ومديري السفينة قوله إن « قصة الرعب» تقترب من نهايتها.
وقال إن طاقم السفينة المكون من 25 فردًا من الفلبينيين والمكسيكيين والرومانيين والبلغار والأوكرانيين كانوا «يائسين لمغادرة اليمن». ودعا الملاك إلى انتصار الإنسانية «لإعادة هؤلاء المارة إلى ديارهم لدعم عملية السلام».
في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، أعلن الحوثيون، الأحد، أنهم سيوقفون الهجمات على السفن العابرة للبحر الأحمر، ما لم تكن «مملوكة بالكامل لأفراد إسرائيليين» أو تبحر تحت العلم الإسرائيلي.
وقال «لويدز ليست» إن عمليات الحوثيين البحرية، التي استمرت 14 شهرًا، أعادت كتابة صناعة الشحن بالكامل، حيث أعادت توجيه آلاف السفن حول رأس الرجاء الصالح، وأضافت آلاف الأميال من الأطنان إلى الرحلات، مشيرًا إلى أن صناعة الشحن تتطلع إلى «الضوء في نهاية النفق»، كما قال الرئيس التنفيذي لشركة فسبوكسي مارتيم، لارس جينسن.