لقد أصبحت قضية المختطف عشال الجعدني قضية كل أبناء شعب الجنوب، حيث لاقت تضامنًا وتلاحمًا وطنيًا جنوبيًا معها لا نظير له، إنها قضية رأي عام تشغل بال الكثيرين، لكنها تحتاج بالأخص من المعنيين إلى الحفاظ عليها، والحذر، والتروي، والوعي الكامل بما قد يصل إليه هذا الأمر.
إن قطع الطريق العام والمتاجرة بقضية المختطف المقدم علي عشال أسوأ من الاختطاف نفسه، مهما كانت الدوافع والمشاعر، فقد تتحول القضية إلى أداة للصراع السياسي والقبلي، وقد تجرنا إلى ما لا يحمد عقباه، وهذا ما يدركه الشرفاء والعقلاء من أبناء الجنوب، وخاصة من يمثلون قبائل أبين من مشايخ، الذين لن يسمحوا بذلك، كما نلتمس يقظة القوات المسلحة الجنوبية وقيادتها التي تدرك هذا الأمر جيدًا، وهي حريصة على التعامل الإيجابي مع الموقف، وتتصرف بحذر استعدادًا لإفشال أي فتنة.
ما نشهده اليوم هو تزايد المتاجرة بالقضية من قبل أشخاص مشبوهين وقوى معادية للجنوب، تسعى إلى استغلال القضية لأغراض شخصية أو سياسية، أو لإثارة الفوضى خدمة للحوثي والإرهاب، بعيدًا عن الهدف الأسمى وهو الكشف عن مصير المقدم علي عشال، هناك أطراف متربصة وحاقدة هدفها زعزعة أمن الجنوب، وإشعال الفتن، وزرع الفرقة بين أبناء الجنوب، هؤلاء ليس هدفهم كشف مصير عشال، ولا يريدون أن تنكشف الحقائق.
لقد تم الكشف عن العديد من المتورطين في حادثة اختطاف عشال، وتم إدراج أسمائهم ضمن قائمة المطلوبين أمنياً دولياً، وعلى رأسهم يسران المقطري، الذي فر إلى خارج الوطن. هذه الخطوات هي جزء من جهود العدالة ومواصلة الإجراءات لإظهار الحقائق، ومحاسبة من تورطوا في هذه الحادثة.
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى رص الصفوف ضد العدو المتمثل بالحوثي والإرهاب وأعوانه، تعزيز وحدة الصف الجنوبي مهم جدًا، والحفاظ على أواصر الأخوة بيننا أمر ضروري، يجب أن نتعلم من أخطاء ودروس الماضي البغيضة التي كانت من صنيع القوى الاحتلالية التابعة لنظام صنعاء، علينا أن نستفيد من تلك العبر، ونحافظ على القيم والمبادئ والأخلاق، ووطننا الجنوبي، وأمنه واستقراره، يجب أن نتجنب الفوضى التي قد تضر بنا جميعًا وبوطننا، وأمنه واستقراره.
لا يجب الانجرار وراء الدعوات المشبوهة، وعلينا الوقوف ضد قطع أي طريق عام أمام المواطنين أو الأبطال في القوات المسلحة الجنوبية، كما يجب إيقاف أي محاولات لإحداث فتن في أبين خاصة، وفي الجنوب عامة، أي قطع للطريق العام، حتى وإن كان بهدف السماح للمواطنين فقط بالمرور، كما جاء في البيان الذي منع مرور الأطقم العسكرية التابعة للقوات البطلة التي تحمي أرضك، وتدافع عن أمنك وحدودك، وكذلك الشاحنات الخاصة بالكهرباء، يُعد خطوة تخدم العدو وأهدافه.
فلنعمل جميعًا على تحقيق العدالة بالطرق السلمية، ونحافظ على أمننا واستقرارنا، لأن ذلك هو ما يخدم قضية عشال الجعدني، وكذلك مصلحة كل أبناء الجنوب، لا للفتنة والمشاكل، فحب الجنوب هو ما يجمعنا.